قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ} ريح حارة {وَحَمِيمٍ} ماء حار {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} دخان شديد السواد، تقول العرب: أسود يحموم إذا كان شديد السواد، وقال الضحاك: النار سوداء وأهلها سود، وكل شيء فيها أسود. وقال ابن كيسان: اليحموم اسم من أسماء النار. {لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ} قال قتادة: لا بارد المنزل ولا كريم المنظر. وقال سعيد بن المسيب: ولا كريم ولا حسن نظيره {من كل زوج كريم} [الشعراء- 7]. وقال مقاتل: طيب. {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ} يعني في الدنيا {مُتْرَفِينَ} منعمين. {وَكَانُوا يصِرُّونَ} يقيمون {عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} على الذنب الكبير وهو الشرك. وقال الشعبي: {الحنث العظيم} اليمين الغموس. ومعنى هذا: أنهم كانوا يحلفون أنهم لا يبعثون وكذبوا في ذلك. {وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَك، نَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} قرأ أبو جعفر، ونافع والكسائي ويعقوب: {أئذا} مستفهمًا {إنَّا} بتركه، وقرأ الآخرون بالاستفهام فيهما.